الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٦ - الصفحة ٢٤٨
* كأن نعم نحلة * بغته لمج العسل * وكان لأحمد غلام يكنى أبا الحسام وكان يهواه جدا فخرج مرة إلى الكوفة بسبب رزقه مع إسحاق بن عمران فكتب إلى إسحاق * دموع العين مذروفه * ونفس الصب مشغوفه * من الشوق إلى البدر الذي يطلع بالكوفة فلما قرأهما وفاه رزقه وأنفذه إليه سريعا ومن كلامه النعم أيديك الله ثلاث مقيمة ومتوقعة وغير محتسبة فحرس الله لك مقيمها وبلغك متوقعها وآتاك ما لم تحتسب منها ودخل إلى صديق له فلم يره كما ظن من السرور فدعا بدواة وكتب * قد أتيناك زائرين خفافا * وعلمنا بن عندك فضله * من شراب كأنه دمع مرهاء أضاءت لها من الهجر شعله * ولدينا من الحديث هنات * معجبات نعدها لك جمله * * إن يكن مثل ما تريد وإلا * فاحتملنا فإنما هي أكله * وكتب إلى أخيه الوزير عبيد الله ولم يودعه أطال الله بقاء الوزير مصحبا له السلامة الشاملة والغبطة الكاملة والنعم المتظاهرة والمواهب المتواترة في ظعنه ومقامه وحله وترحاله) وحركته وسكونه وليله ونهاره وعجل إلينا أوبته وأقر عيوننا برجعته ومتعنا بالنظر إليه كان شخوص الوزير أعزه الله في هذه المدة بغتة أعجل عن توديعه فزاد ذلك في ولهي وإضرام لوعتي واشتدت له وحشتي وذكرت قول كثير * وكنتم تزينون البلاد ففارقت * عشية بنتم زينها وجمالها * * فقد جعل الراضون إذ أنتم لها * بخصب البلاد يشتكون وبالها * والوزير أعزه الله يعلم ما قيل في يحيى بن خالد * ينسى صنائعه ويذك وعده * ويبيت في أمثاله يتفكر * وكتب إلى ابن أخيه الحسن بن عبيد الله بن سليمان * يا ابني ويا ابن أخي الأدنى ويا ابن أبي * والمرتدي برداء العقل والأدب * * ومن يزيد جناحي من قواك به * ومن إذا عد مني زان لي حسبي * ومن شعره وهو مشهور * حفت بسرو كالقيان تلحفت * خضر الحرير على قوام معتدل * * فكأنها والريح حين تميلها * تبغي التعانق ثم يمنعها الخجل *
(٢٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 ... » »»