الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٦ - الصفحة ١٩
فقال إنما آخذ على ما أحسن ولو أخذت على ما لا أحسن لفني بيت المال وهو من ثقات الأئمة وقد تفرد عن الثقات بأشياء معضلة روى له الجماعة وتوفي رحمه الله تعالى سنة ثلاث وستين ومائة 3 (الأنصاري الحارثي)) إبراهيم بن عباد بن إساف بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة الأنصاري الحارثي شهد أحدا رضي الله عنه 3 (الصولي)) إبراهيم بن العباس بن محمد بن صول مولى يزيد بن المهلب بن أبي صفرة هو أبو إسحاق الصولي البغداذي الأديب أحد الشعراء المشهورين والكتاب المذكورين له ديوان شعر مشهور كان جده صول المذكور مجوسيا ملك جرجان أسلم على يد يزيد وقتل مع يزيد بن المهلب هو وجماعة من أصحابه وغلمانه قال محمد بن داود بن الجراح في كتاب الورقة) أشعاره قصار ثلاثة أبيات ونحوها إلى العشرة وهو أنعت الناس للزمان وأهله غير مدافع قلت ما كان المتنبي قد لحق عصرا قيل فيه مثل هذا لأني أرى المتنبي أحذق منه بوصف الزمان وأهله وشعره ملآن من ذلك ولو لم يكن إلا قوله * ومن عرف الأيام معرفتي بها * وبالناس روى رمحه غير راحم * * فليس بمرحوم إذا ظفروا به * ولا في الردى الجاري عليهم بآثم * وكان صول وفيروز أخوين ملكا جرجان وهما تركيان تمجسا وصارا أشباه الفرس فلما حضر يزيد بن المهلب جرجان أمنهما فاسلم صول على يده ولم يزل معه إلى أن قتل يوم العقر واتصل إبراهيم وأخوه عبد الله بذي الرياستين الفضل بن سهل ثم إنه تنقل في أعمال السلطان ودواوينه إلى أن توفي رحمه الله تعالى بسر من رأى سنة ثلاث وأربعين ومائتين قال دعبل الخزاعي لو تكسب إبراهيم الصولي بالشعر لتركنا في غير شيء كتب عن أمير المؤمنين إلى بعض الخارجين أما بعد فإن أمير المؤمنين أناة فإن لم تغن عقب وعيدا فإن لم يغن أغنت عزائمه والسلام وهذا غاية في البلاغة ينظم منه بيت شعر وهو * أناة فإن لم تغن عقب بعدها * وعيدا فإن لم يغن أغنت عزائمه *
(١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 ... » »»