الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٦ - الصفحة ١٥
ومنها ميله إلى الرفض ووقوعه في أكابر الصحابة رضي الله عنهم وقال نص النبي صلى الله عليه وسلم على أن الإمام علي وعينه وعرفت الصحابة ذلك ولكن كتمه عمر لأجل أبي بكر رضي الله عنهما وقال إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم لبيعة حتى ألقت المحسن من بطنها ووقع في جميع الصحابة فيما حكموا فيه بالاجتهاد فقال لا يخلو إما إن جهلوا فلا يحل لهم أو أنهم أرادوا أن يكونوا أرباب مذاهب فهو نفاق وعنده الجاهل بأحكام الدين كافر والمنافق فاسق أو كافر وكلاهما يوجب الخلود في النار ومنها أنه قال من سرق مائة درهم وتسعة وتسعين درهما أو ظلمها لم يفسق حتى يبلغ النصاب في الزكاة وهو مائتان نعوذ بالله من هوى مضل وعقل يؤدي إلى التدين بهذه العقائد الفاسدة وقد ذهب جماعة من العلماء إلى أن النظام كان في الباطن على مذهب البراهمة الذين ينكرون النبوة وأنه لم يظهر ذلك خوفا من السيف فكفره معظم العلماء وكفره جماعة من المعتزلة حتى أبو الهذيل والإسكافي وجعفر ابن حرب كل منهم صنف كتابا في تكفيره وكان مع ذلك فاسقا مدمنا على الخمور وكان آخر كلامه أن القدح كان في يده وهو سكران فقال وهو في) علية له يشرب فيها * اشرب على طرب وقل لمهدد * هون عليك يكون ما هو كائن * فلما فرغ من كلامه سقط من العلية فمات من ساعته في سنة ثلاثين ومائتين تقريبا وشعره في غاية الجودة لكنه يبالغ في مقاصده حتى يخرج كلامه إلى المحال من ذلك قوله * توهمه طرفي فآلم خده * فصار مكان الوهم من نظري إثر * * وصافحه كفي فآلم كفه * فمن صفح قلبي في أنامله عقر * * ومر بذكري خاطرا فجرحته * ولم أر خلقا قط يجرحه الفكر * يقال إن الجاحظ فيما أظن لما بلغه ذلك قال هذا ينبغي أن لا يناك إلا بأير من الوهم أيضا ومنه قوله في نصراني * ومزنر قسم الإله مثاله * نصفين من غصن ومن رمل * * فإذا تأمل في الزجاجة ظله * جرحته لحظة مقلة الظل *
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»