إسرافيل متى ينفخ في الصور فقال سألت الرفيع متى ينفخ في الصور فقال سألت اللوح متى ينفخ في الصور فقال سألت القلم متى ينفخ في الصور فقال إن الله تعالى خلق ملكا يوم خلق السماوات والأرض فأمره أن يقول لا إله إلا الله فهو يقول لا إله إلا الله مادا بها صوته لا يقطعها ولا يتنفس فيها ولا يتمها فإذا أتمها أمر إسرافيل بنفخ الصور وقامت القيامة قلت هذا بهت يشهد به العقل وتكذبه أصول النقل ثم هذا يلزم منه الكفر لأنه أن ينتهي التلفظ بالشهادة إلى قوله إله فيكون قد قال لا إله وهذا نفي مطلق للإلهية وهو قول المعطلة ولا يصح) الإقرار بالإلهية لله تعالى حتى يقال إلا الله ليكون قد استثني الخاص من العام ثم إن الاستثناء لا يأتي إلا بعد زمان لا يعلم مدته إلا الله تعالى ولو قال القائل اليوم لا إله وفي غد لما عد ذلك إقرارا بالربوبية لله تعالى بل لو قال الآن لا إله وسكت مدة ثم قال في يومه إلا الله لم يكن ذلك شهادة لله بالربوبية سلمنا أن هذا غير لازم فأي فائدة في ملك يقول لا إله إلا الله في ما شاء الله من ألوف السنين مرة واحدة في عمره ولو قال مرتين كان أفضل ولو قال ثلاثا كان أفضل وهكذا إلى ما لا نهاية له 3 (الناصر ابن عبد المؤمن)) محمد بن يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن بن علي السلطان الملك الناصر أبو عبد الله القيسي المغربي الملقب بأمير المؤمنين وأمه أمة رومية اسمها زهر بويع بعهد أبيه إليه وكان أبيض أشقر أشهل أسيل الخد حسن القامة كثير الإطراق بعيد الغور بلسانه لثغة شجاعا حليما فيه بخل بالمال وعفة عن الدماء وقلة خوض فيما لا يعنيه وله من الأولاد ولده يوسف ولي عهده ويحيى وتوفي في حياته وإسحاق واستوزر أخاه إبراهيم ابن السلطان يعقوب وهو أولى منه بالملك أوصى عبيده وحرسه أنه من ظهر لكم بالليل فهو مباح الدم ثم أراد أن يختبرهم فسكر ليلة وقام يمشي في بستانه فجعلوه غرضا لرماحهم فجعل يقول أنا الخليفة أنا الخليفة فلم يمكنهم استدراك الفائت فمات سنة عشر وست مائة وقام بعده بالأمر ابنه يوسف أبو يعقوب المستنصر بالله وضعفت دولة بني عبد المؤمن في أيام ولده يوسف المذكور وسيأتي ذكر والده يعقوب بن يوسف وذكر ولده يوسف بن محمد في مكانيهما من هذا الكتاب 3 (المعمر ابن الديني)) محمد بن يعقوب بن أبي الفرح بن عمر بن الخطاب الشيخ المعمر مسند العراق شهاب الدين أبو سعد ابن الدينة ويقال ابن الديني البغداذي ولد سنة تسع وثمانين وسمع من أبي الفتح المندائي وابن سكينة وحنبل الرصافي وابن الحريف وابن الأخضر ويقال إنه سمع من أبي الفرج ابن الجوزي وذلك ممكن لأنه سمع في صباه من ابن كليب ومن ابن الأخضر وذلك سنة أربع وتسعين ولي مشيخة المستنصرية وروى عنه الدمياطي وأبو العلاء الفرضي وأجاز لمن أدرك حياته وتوفي سنة سبعين وست مائة 3 (مجير الدين ابن تميم)) ) محمد بن يعقوب بن علي مجير الدين ابن تميم الإسعردي
(١٤٨)