الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٤ - الصفحة ٥٢
* هبيني قد أنكرت حبك جملة * وآليت أني لا أروم محطها * * فمن أين لي في الحب جرح شهادة * سقامي أملاها ودمعي خطها * وقوله * يا ذا الذي خط الجمال بوجهه * سطرين هاجا لوعة وبلابلا * * ما صح عندي أن لحظك صارم * حتى لبست بعارضيك حمائلا * قال ابن النجار ذكر ابن حيان أنه توفي ليلة الجمعة لأربع عشرة ليلة خلت من شوال سنة خمس وخمسين وأربع مائة بطليطلة في كنف المأمون يحيى بن ذي النون وذكر أنه يتهم بالكذب محمد بن عبد الواحد بن حرب الخطيب شهاب الدين نقلت من خط ابن الشواء الكاتب) يقول أخبرني في مستهل شوال سنة اثنتين وعشرين وست مائة قال أقمت بالبيرة وكنت أتشاغل وأنفق أكثر الأوقات في المكاتبات إلى الأهل والإخوان بحلب فبينا أنا يوما إذ رأيت شيخا ينشدني في النوم * وقد كنت في قربي أمل من اللقا * فقد صرت شوقا لا أمل من الكتب * وقال لي أجزه فأجزته في النوم بديها وقلت * فلله قلب يظهر الود في النوى * على ربه فسرا ويخفيه في القرب * وأخبرني قال رأيت مكتوبا على ظهر كتاب قول بعض الأعراب * نزلت على آل المهلب شاتيا * غريبا عن الأوطان في زمن محل * * فما زال بي إلطافهم وافتقادهم * وبرهم حتى حسبتهم أهلي * وتحتها مكتوب قول الحريري * جزى الله مولى قد نزلت بداره * كما ينزل الضيف الموالي المواليا * * فأسرف في بري وأكرم جانبي * وقرب آمالي وأرضى الأمانيا * * فلو زاره ضيف المهلب لم يقل * نزلت على آل المهلب شاتيا * فكتبت تحتهما من شعري بديها * سقى الله دارا ظلت فيها منعما * ولا جادها في الدهر صوب المكاره * * جنيت ثمار اللهو فيها محاورا * لمن لا يطيق الدهر إيلام جاره * * مليكا ترى صيد الملوك ببابه * وكلهم يعشو إلى ضوء ناره * * يؤججها بالعنبر الرطب ليله * وبالعنبر الهندي طول نهاره * * فلو زار مغناه الحريري لم يقل * جزى الله مولى قد نزلت بداره *
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 ... » »»