الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٤ - الصفحة ٥٦
في مسائل منها مسأله التوفيق والخذلان ومسألة الإيمان ومسألة اللفظ بالقرآن فألزم البيت ولم يخرج منه حتى مات سنة ثمان وعشرين وثلاث مائة كان يقول يا من باع كل شيء بلا شيء واشترى لا شيء بكل شيء أف من أشغال الدنيا إذا أقبلت وأف من حسراتها إذا أدبرت العاقل لا يركن إلى شيء إذا أقبل كان شغلا وإذا أدبر كان حسرة وقال ترك الرياء للرياء أقبح من الرياء شمس الدين الحنبلي محمد بن عبد الوهاب بن منصور العلامة شمس الدين أبو عبد الله الحراني الحنبلي كان إماما بارعا أصوليا من كبار أئمة الفقه والأصول والخلاف تفقه على القاضي نجم الدين راجح الحنبلي ثم الشافعي والشيخ مجد الدين ابن تيمية وناظره مرات وقدم دمشق فقرأ الأصول والعربية على الشيخ علم الدين القاسم ودخل مصر ولازم دروس الشيخ عز الدين ابن عبد السلام وناب في القضاء عن تاج الدين ابن بنت الأعز فلما جعلت القضاة أربعة ناب في القضاء عن الشيخ شمس الدين ابن العماد ثم قدم دمشق وانتصب للإفادة وكان حسن العبارة طويل النفس في البحث أعاد بالجوزية مدة وناب في إمامة محراب الحنابلة ثم ابتلي بالفالج وبطل نصفه الأيسر وثقل لسانه حتى لا يفهم منه إلا اليسير بقي كذلك أربعة أشهر ومات في سنة خمس وسبعين وست مائة وكان من أذكياء الناس روى عن ابن اللتي والموفق عبد اللطيف بن يوسف وجماعة ومات في عشر السبعين روى عنه ابن أبي الفتح وابن العطار وكان يقرأ تائية ابن الفارض ويبكي ويشرحها ودفن بمقابر باب الصغير أندشني الإمام العلامة شهاب الدين محمود قال أنشدني المذكور لنفسه لغزا في شبابة * منقبة مهما خلت مع محبها * يزودها لثما ويسعها شزرا * * وتصحيفها في كف من شئت فلتقل * إذا شئت في اليمنى وإن شئت في اليسرى *) وأنشدني له أيضا مما قرأته عليه من لفظي * طار قلبي يوم ساروا فرقا * وسواء فاض دمعي أو رقا * * حار في سقمي من بعدهم * كل من في الحي داوى أو رقى * * بعدهم لا طل وادي المنحنى * وكذا بان الحمى لا أورقا * نقلت من خط الحافظ اليغموري قال أنشدني شمس الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الوهاب بن منصور بن معالي الدهان الحراني لنفسه وقد كلفه محبوبه أن يجمع بينه وبين محبوب له فلم يقدر على ذلك فهجره فكتب إليه * صددت عني صدود قال * وجرت في الغيب والشهادة * * جرمي وذنبي إليك إني * قدت فما تمت القياده *
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»