الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٤ - الصفحة ٤٨
* وجنيت باللحظات من وجناتها * ما غض منه الغض من عذالي * * وهممت أرتشف اللمى فترنحت * فحمت جنى المعسول بالعسال * * لو لم تكن مثل الغزالة لم يكن * بمنى لها عني نفور غزال * * صدت ولولا أن تصدت لي لما * وصل الغرام حبالها بحبالي * * فاعجب لجذوة خدها ولمائه * ضدان يجتمعان من صلصال * * أنا في هجير محرق مكن هجرها * فمتى أطفيه ببرد وصال * * إن كان أعرض أو تعرض طيفها * فمدامعي كالعارض الهطال * * ومن المحال يزور من عبراته * طوفانها قد طم طيف خيال * * قالت وقد حذت العقيق بمثله * هلا بدمع لا بدمع لآلي * * فأجبتها ذي مهجتي في مقلتي * سالت فكيف زعمت أني سال * * فتضاحكت فبكيت من فرط الجوى * شوقا فما رقت لرقة حالي * منها في مديح الناصر ابن العزيز محمد * رفعت عوامله بمجرور الظبي * قسما بما نصبت بحكم الحال * * ورماحه رقصت فنقطها الظبي * يوم الوغى بجماجم الأبطال * وتوفي وهو ابن ست وستين سنة الحافظ ضياء الدين المقدسي محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل الحافظ الحجة الإمام ضياء الدين أبو عبد الله السعدي المقدسي الدمشقي الصالحي صاحب التصانيف ولد بالدير المبارك سنة تسع وستين وخمس مائة لزم الحافظ عبد الغني وتخرج به وحفظ) القرآن وتفقه ورحل أولا إلى مصر سنة خمس وتسعين وسمع ورحل إلى بغداد بعد موت ابن كليب ومن هو أكبر منه وسمع من ابن الجوزي الكثير وبهمذان ورجع إلى دمشق بعد الست مائة ثم رحل إلى أصبهان فأكثر بها وتزيد وحصل شيئا كثيرا من المسانيد والأجزاء ورحل إلى نيسابور فدخلها ليلة وفاة الفراوي ورحل إلى مرو وسمع بحلب وحران والموصل وقدم دمشق بعد خمسة أعوام بعلم كثير وحصل أصولا نفيسة فتح الله بها عليه هبة وشراء ونسخا وسمع بمكة ولزم الاشتغال لما رجع وأكب على التصنيف والنسخ وأجاز له
(٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 ... » »»