الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٤ - الصفحة ٤٥
) * وهم مرادي على حالي جفا ووفا * وبغيتي إن نأوا عني أو اقتربوا * * هم روح جسمي الذي يحيى لشقوته * بهم فإن حياتي كلها تعب * * هم نور عيني وإن كانت لبعدهم * أيام عيشي سودا كلها عطب * * إن يحضروا فالبكى غطى على بصري * فهم حضور وفي المعنى هم غيب * * وإن يغيبوا وأهدوا طيفهم كرما * فالسهد من دون ما يهدونه حجب * * ولو فرضت انقطاع الدمع لم أرهم * وصدني عنهم الإجلال والأدب * * فما تملت بهم عيني بل امتلأت * بأدمع خجلت من سحها السحب * * فلم تترك الترك في شمس ولا قمر * حسنا لغيرهم يعزى وينتسب * * لكنهم لم يفوا إن عاهدوك على * ود وما هكذا من فعلها العرب * * خلا الغزال الذي نفسي به ألفت * فكم له من يد في الفضل تحتسب * * له لطافة أخلاق تعلم من * لا يعرف الوجد كيف الذل والحرب * * ولحظه الضيق الأجفان وسع لي * هموم وجد لها في أضلعي لهب * * سيوف أجفانه المرضى إذا نظرت * تفري الجوانح لا الهندية القضب * * إذا انثنى سلب الألباب معطفه الب * ادي التأود لا الخطية السلب * * وإن بدا فبدور الأفق من خجل * ترخى على وجهها من سحبها نقب * * يا برق لا تبتسم من ثغره عجبا * قد فات معناك منه الظلم والشنب * * ويا قضيب النقا لو هز قامته * لكنت تسجد إجلالا وتقترب * * شمعي ضيا فرقه والورد وجنته * والريق خمري لا ما يعصر العنب * * ومذ رشفت لماه وهو مبتسم * ما راق لي بعده خمر ولا حبب * 3 (ابن عبد الهادي)) المسند شمس الدين ابن قدامة محمد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة المسند شمس الدين أبو عبد الله المقدسي أخو العماد كان شيخا معمرا أجاز له السلفي وشهدة الكتابة وهو آخر من روى عنها بالإجازة روى عنه الدمياطي وغيره وتوفي سنة ثمان وخمسين وست مائة شهيدا بيد التتار في قرية ساوية من نابلس ودفن بها وقد نيف على المائة
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»