الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٤ - الصفحة ٤٣
* أينكر الوجد أني في الهوى شجب * ودون كل دخان ساطع لهب * * وما سلوت كما ظن الوشاة ولا * أسلو كما يترجى الواله الوصب * * فإن بكى لصباباتي عذول هوى * فلي بما منه يبكي عاذلي طرب * * ناشدتك الله يا روحي اذهبي كلفا * بحب قوم عن الجرعاء قد ذهبوا * * لا تسأليهم ذماما في محبتهم * فطالما قد وفى بالذمة العرب) * (هم أهل ودي وهذا واجب لهم * وإنما ودهم لي فهو لا يجب * * هم ألبسوني سقاما من جفونهم * أصبحت أرفل فيه وهو ينسحب * * وصيرت أدمعي حمرا خدودهم * فكيف أجحد ما منوا وما وهبوا * * هل السلامة إلا أن أموت بهم * وجدا وإلا فبقياءي هي العطب * * إن يسلبوا البعض مني والجميع لهم * فإن أشرف جزءي الذي سلبوا * * لو تعلم العذبات المائسات بمن * قد بان عنها إذا ما اخضرت العذب * * ولو درى منهل الوادي الذي وردوا * من واردو مائه لاهتزه الطرب * * إني لأكظم أنفاسي إذا ذكروا * كي لا يحرقهم من زفرتي اللهب * * أسائل البان عن ميل النسيم بهم * سؤال من ليس يدري فيه ما السبب * * وتلك آثار لين في قدودهم * مرت بها الريح فاهتزت لها القضب * * يصحو السكارى ولا أصحو ظما بكم * ويسكر السكر من بعض الذي شربوا * وأنشدني من لفظه لنفسه في هذه المادة العلامة شهاب الدين محمود بن سلمان بن فهد * قضى وهذا الذي في حبهم يجب * في ذمة الوجد تلك الروح تحتسب * * ما كان يوم رحيل الحي عن إضم * لروحه في بقاء بعدهم أرب * * صب بكى أسفا والشمل مجتمع * كأنه كان للتفريق يرتقب * * نأوا فذابت عليهم روحه كمدا * ما كان إلا النوى في حتفه سبب * * لم يدر أن قدود السمر مشبهة * للبيض لو لم يكن أسماءها القضب * * وظن كأس الهوى يصحو النزيف بها * إذ أوهمته الثنايا أنها الحبب * * طوبى لمن لم يبدل دين حبهم * بل مات وهو إلى الإخلاص منتسب * * لو لم يمت فيهم ما عاش عندهم * حياته من وفاة الحب تكتسب * * بانوا وفبي الحي ميت ناح بعدهم * له الحمام وسحت دمعها السحب * * وشق غصن النقا من أجله حزنا * جيوبه وأديرت حوله العذب *
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»