معجمه وسمع منه قطب الدين ابن منير وفخر الدين ابن الظاهري وكان هو المقدم على شعراء عصره مع المشاركة في كثير من العلوم وكان يعاني الخدم الديوانية وباشر وقف مدرسة الشافعي ومشهد الحسين وفيه أمانة ومعرفة وكان معروفا بالأجوبة المسكتة ولم يعرف منه غضب عاش اثنتين وثمانين سنة أو أكثر وتوفي بالقاهرة سنة خمس وثمانين وست مائة وروى أيضا عن عتيق بن باقا وابن عبد الله بن البناء واتفق أن نجم الدين ابن إسرائيل الشاعر حج فرأى ورقة ملقاة فيها القصيدة التي لابن الخيمي المشهورة البائية فادعاها قال قطب الدين فحكى لنا صاحبنا الموفق عبد الله بن عمر أن ابن إسرائيل وابن الخيمي اجتمعا بعد ذلك بحضرة جماعة من الأدباء وجرى الحديث فتحاكما إلى شرف الدين ابن الفارض فقال ينبغي لكل واحد منكما أن ينظم أبياتا على هذا الوزن والروي فنظم ابن الخيمي لله قوم بجرعاء الحمى غيب القصيدة ونظم ابن إسرائيل لم يقض في حبكم بعض الذي يجب القصيدة فلما وقف عليهما ابن الفارض أنشد لابن إسرائيل لقد حكيت ولكن فاتك الشنب وحكم بالقصيدة لابن الخيمي واستجاد بعض الحاضرين أبيات ابن إسرائيل وقال من ينظم مثل هذا ما الحامل له على ادعاء ما ليس بهفابتدر ابن الخيمي وقال هذه سرقة عادة لا سرقة حاجة وانفصل المجلس وسافر ابن إسرائيل لوقته من الديار المصرية وقد طلب ابن خلكان وهو نائب الحكم بالقاهرة الأبيات من ابن الخيمي فكتبها وذيل له في آخرها أبياتا وسأله الحكم بينه وبين من ادعاها والقصيدة المدعاة أنشدنيها من لفظه الشيخ الإمام الحافظ فتح الدين محمد) بن محمد بن محمد بن سيد الناس اليعمري قال أنشدني لنفسه إجازة الشيخ شهاب الدين محمد بن عبد المنعم ابن الخيمي وفي غالب الظن أنه سماع * يا مطلبا ليس لي في غيره أرب * إليك آل التقصي وانتهى الطلب * * وما طمحت لمرأى أو لمستمع * إلا لمعنى إلى علياك ينتسب * * وما أراني أهلا أن تواصلني * حسبي علوا بأني فيك مكتئب * * لكن ينازع شوقي تارة أدبي * فأطلب الوصل لما يضعف الأدب * * ولست أبرح في الحالين ذا قلق * نام وشوق له في أضلعي لهب * * ومدمع كلما كفكفت أدمعه * صونا لذكرك يعصيني وينسكب * * ويدعي في الهوى دمعي مقاسمتي * وجدي وحزني فيجري وهو مختضب * * كالطرف يزعم توحيد الحبيب ولا * يزال في ليله للنجم يرتقب * يا صاحبي قد عدمت المسعدين فساعدني على وصبي لا مسك الوصب
(٣٩)