الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٣ - الصفحة ٧٣
ابن السراج النحوي محمد بن السري البغدادي النحوي أبو بكر ابن السراج صاحب المبرد له كتاب الأصول في النحو مصنف نفيس شرحه الرماني وشرح ابن السراج سيبويه وله احتجاج القراء والهواء والنار والجمل والموجز والاشتقاق والشعر والشعراء كان يلثغ بالراء) غينا أملى يوما كلاما فيه لفظة الراء فكتبوها الغين فقال لا بالغين بل بالغاء وجعل يكرر ذلك وكان يهوى جارية فجفته فاتفق وصول الإمام المكتفي من الرقة في تلك الأيام فاجتمع الناس لرؤيته فلما رآه ابن السراج استحسنه وأنشد أصحابه * ميزت بين جمالها فعالها * فإذا الملاحة بالخيانة لا تفي * * حلفت لنا أن لا تخون عهودنا * فكأنما حلفت لنا أن لا تفي * * والله لا كلمتها لو أنها * كالبدر أو كالشمس أو كالمكتفي * فأنشدها أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن زنجي الكاتب لأبي العباس ابن الفرات وقال هي لابن المعتز وأنشدها أبو العباس للقسم بن علد الله بن طاهر فأمر له بألف دينار فوصلت إليه فقال ابن زنجي ما أعجب هذه القصة يعمل أبو بكر بن السراج أبياتا تكون سببا لوصول الرزق إلى عبيد الله بن عبد الله بن طاهر قلت هذه الأبيات في غاية الحسن ومع لطفها وحسن ما فيها من الاستطراد جاء فيها لزوم التاء قبل الفاء وقد تداولها الناس وملأوا بها مجاميعهم واشتهرت إلى أن قال ابن سناء الملك * وملية بالحسن يسخر وجهها * بالبدر يهزأ ريقها بالقرقف * * لا أرتضي بالشمس تشبيها لها * والبدر بل لا أكتفي بالمكتفي * أخذ عنه أبو القسم الزجاجي وأبو سعيد السيرافي والرماني وغيرهم وثقة الخطيب وكان أديبا شاعرا إماما في النحو مقبلا على الطرب والموسيقى عشق ابن يأنس المغنى وغيره وله أخبار وهنات توفي كهلا في ذي الحجة سنة ست عشرة وثلث ماية ولم يخلف في النحو مثله قرأ على المبرد شيخه كتاب الصول الذي صنفه فاستحسنه بعض الحاضرين وقال هذا والله أحسن من كتاب المقتضب أعني الذي للمبرد فأنكر عليه ابن السراج وقال لا تقل مثل هذا وتمثل
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»