الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢ - الصفحة ٨٩
* ذو وجنة شرقت بماء نعيمها * كالورد أشرقه نداه برشحه * * وكأن طرته ونور جبينه * ليل تألق فيه بارق صبحه * منها وأنشدنيها الشيخ أثير الدين من لفظه قال أنشدني بدر الدين المنيحي * قلبي وطرفي ذا يسيل دما وذا * دون الورى أنت العليم بقرحه * * وهما بحبك شاهدان وإنما * تعديل كل منهما في جرحه * * والقلب منزلك القديم فإن تجد * فيه سواك من الأنام فنحه * قلت البيتان من هذه الثلاثة قد أكثر الشعراء من النظم في معناهما ومن أحسن ما حضرني الآن قول شرف الدين شيخ الشيوخ الحموي * بقيت مسرورا فلم يبق لي * بعدك لا جسم ولا روح * * دل على صدقي من مقلتي * شاهد عدل وهو مجروح * وقد عقدت لهذا المعنى بابا في كتابي الذي سميته لذة السمع في صفة الدمع وأنشدني الأمام شهاب الدين محمود بالسند المذكور للشيخ مجد الدين أيضا * أواصل فيه لوعتي وهو هاجر * ويؤنسني تذكاره وهو نافر * * ويغرى هواه ناظري بأدمع * يوردها ورد بخديه ناضر * * ويفتن في تيه الملاحة خاطرا * فكل خلي في هواه مخاطر * * ويزور سخطا ثاني العطف معرضا * فلا عطفه يرجى ولا الطيف زاير * * محياه زاه بالملاحة زاهر * فقلبي وطرفي فيه ساه وساهر * * يجيل على القد المهفهف معجبا * حبالة شعر كم بها صيد شاعر * * جلا طلعة كالروض دبجه الحيا * ترف بماء الحسن فيه أزاهر * * وشهر خدا بالعذار مطرزا * فما لفؤاد لم يهم فيه عاذر * * فإن صاد قلبي طرفه فهو جارح * وأن فتنت آياته فهو ساحر * * إذا كان صبري في الصبابة خاذلا * فما لي سوى دمعي على الشوق ناصر) * (على أن فيض الدمع لم يرو غلة * من الوجد إذ كتها العيون الفواتر * وأنشدني بالسند المذكور له أيضا * أذابل أم قدك الناضر * وباتر أم جفنك الفاتر *
(٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 ... » »»