تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٥١ - الصفحة ٢٣٣
* ولا بد من شكوى إلى ذي بصيرة * يريك سبيل الرشد إن حادت السبل * * واصغ إلى قولي أبث صبابتي * إليك وأحزاني فقد مضني الثكل * * أخي ما لقلبي قد قسا فكأنما * عليه لذي وعظ وتذكرة قفل * * فلا هو للقرآن يخشع إن تلا * ولا لأحاديث أتتنا بها الرسل * * ولا يرعوي يوما إلى وعظ واعظ * ولا عذل ينهى وإن كثر العذل * * يسوف بالطاعات مهما أردتها * ويسرع في العصيان والغي ما يسل * * جبان عن الخيرات وقت حضورها * وإن حضر العصيان فالبطل الفحل * * وكل عباداتي رياء وسمعة * مشوب جميع القول فيهن والفعل * * وإن رمت صوما كان لغوا جميعه * وعند صلاتي يعتري السهو والخبل * * وكل الذي آتي من العرف منكر * فماذا دهى عقلي أليس له عقل * * إذا قلت يا نفسي إلى الله فارجعي * تراجعني في القول من عنده الكل * * فإن شاء يهديني اهتديت وإن يشا * يضل فمن ربي الهداية والعدل * * وإن قلت للجنات والحور فاعملي * تقل لي: وهل معطي الجنان هو الفعل * * بل الله يعطيني الجنان تفضلا * فمن ربي الإحسان والجود والبذل * * وقد قهرتني ثم أصبحت عندها * أسيرا أخا قيد وفي عنقي غل * * فكل الذي تبغيه مني حاصل * وما أبتغي منها فمن دونه المطل * * فكيف خلاصي يا أخي من وثاقها * وهل لأسير النفس من قيدها حل * * لقد خبت إن لم يدركني بلطفه * ورحمته رب له اللطف والفضل * * وها أنا مستهد فكن لي راشدا * أبا حسن فالرشد أنت له أهل * وجملتها أربعون بيتا خففت منها.
قال: فكتب إلي رحمه الله على كبره وضعفه:
(٢٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 ... » »»