تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٥١ - الصفحة ٢٣٤
* إلى الله أشكو ما شكوت من التي * لها عن هدى عدل وليس لها عدل * * تجور عن التحقيق جور أخي عمر * وقد وضحت منه لسالكها السبل * * وكيف أرجى أن تتوب وللهوى * عليها يد سلطانه ما لها عزل * * وقد سترت عنها العيوب فما لها * بما هي فيه خبرة [لا] ولا عقل * * تحيل على المكروه في ترك طاعة * فما بالها في الرزق ليس لها مهل * * وتكذب إن قالت: أتغضب تارة * وتحرص أحيانا ومن شأنها البخل * * بذلت لها نصحي وحاولت رشدها * وبالغت في عذلي فما نفع العذل * * وناولتها حبل التقى فتقاعست * إلى أن تفانى العمر وانقطع الحبل * * وأوشك رب الدار يطلب نقلها * وليس لها زاد فقد أعجل النقل * * فيا ويحها إن لم تسامح بعفوه * ويا ويلها إن لم تجد من له البذل * * أبتغي أبا بكر هدى عند مثلها * وأنت الذي أضحى وليس له مثل * * ومثلك يرجى أن يعمر برهة * فدونك فاغنمها فأنت لها أهل * * ولست كمثلي ذا ثمانين حجة * بها فاتت الأيام وانقطع الوصل * * ولم يبق للتأخير وجه وهكذا * متى انتهت الآجال لم يسع المطل * في أبيات أخر، وجملتها ثلاثون بيتا، قال لنا الشيخ جمال الدين أبو بكر: أنشدنيها ناظمها في الخامس والعشرين من رمضان سنة أربعين توفي في رابع وعشرين رجب.
(٢٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 ... » »»