تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٥١ - الصفحة ١١٢
له نظير في خلقه وما هو عليه. وكان على قدم السلف الصالح في معظم أحواله، ورثاه غير واحد.
قلت: رثاه قريب ثلاثين شاعرا، وكانت جنازته مشهودة، لم نسمع بمثلها من دهر طويل، حضرها أمم لا يحصون. وكان مقتصدا في ملبسه، وله عمامة صغيرة بعذبة بين يديه، وثوب مقصور، وعلى وجهه نور وجلالة.
وكان ينزل البلد على بهيمة، ويحكم بالجامع.
ولا يسع هذا الكتاب منتخب ما أورده ابن الخباز وربما اختصر ذلك * (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء) * وقد أجاز لي مروياته ولله الحمد.
وتمرض أياما، ثم انتقل إلى الله تعالى ليلة الثلاثاء سلخ ربيع الآخر، بمنزله بالدير، ودفن عند والده، رحمهما الله تعالى.
وقد رثاه القاضي شهاب الدين محمود، الكاتب بقصيدة طويلة أولها:
* ما للوجود وقد علاه ظلام * أعراه خطب أم عداه مرام * وهي نيف وستون بيتا.
ورثاه الأديب البارع شمس الدين محمد بن الصائغ بقصيدة أولها:
* الحال من شكوى المصيبة أعظم * حيث الروى خصم بعيد يخصم * وهي ستة وخمسون بيتا.
ورثاه المولى علاء الدين بن غانم بقصيدة حسنة، ورثاه الشيخ محمد الأرموي بقصيدة قرأتها عليه، ورثاه البرهان بن عبد الحافظ بقصيدة قرأتها عليه أيضا، ورثاه مجد الدين بن المهتار بقصيدة، ورثاه نجم الدين علي بن عبد الرحمن بن فليتة التميمي الحنفي بقصيدة.
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»