تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٨ - الصفحة ٣٦٤
الحافظ العلامة، أبو عبد الله القضاعي، البلنسي، الكاتب، الأديب، المعروف بالأبار وبابن الأبار.
ولد سنة خمس وتسعين وخمسمائة.
وسمع من: أبيه الشيخ أبي محمد الأبار، وأبي عبد الله محمد بن أيوب بن نوح الغافقي، وأبي الخطاب أحمد بن واجب، وأبي سليمان داود بن سليمان بن حوط الله، وأبي عبد الله محمد بن عبد العزيز بن سعادة، وأبي علي الحسين بن يوسف بن زلال، وأبي الربيع سليمان بن موسى بن مسالم الكلاعي الحافظ وبه تخرج.
وعني بالحديث، وتجول بالأندلس، وكتب العالي والنازل. وكان بصيرا بالرجال، عارفا بالتاريخ إماما في العربية، فقيها، مقرئا، إخباريا، فصيحا، مفوها، له يد في البلاغة والإنشاء، والنظم، والنثر. كامل الرئاسة، ذا جلالة وأبهة وتجمل وافر. وله مصنفات كثيرة في الحديث، والتاريخ، والآداب.
كمل ' الصلة ' البشكوالية بكتاب في ثلاثة أسفار، اختصرته في مجلد.
ومن رأى كلام الرجل علم محله من الحديث والبلاغة.
وكان له إجازة من أبي بكر محمد بن أحمد بن جمرة، روى عنه بها.
وقتل مظلوما بتونس على يد صاحبها في العشرين من المحرم، فإنه تخيل منه الخروج، وشق العصا، ولم يكن ذلك من شيمته، رحمه لله.
وبلغني أيضا أن بعض أعدائه ذكر عند صاحب تونس أنه ألف تاريخا، وأنه تكلم فيه في جماعة. وقيل هذا فضولي يتكلم في الكبار. فطلب وأحس بالهلاك، فقال لغلامه: خذ البغلة وامض بها حيث شئت، فهي لك. فلما دخل قتلوه، فنعوذ بالله من شر التاريخ، ومن شر كل ذي شر.
ورأيت له جزءا سماه ' درر السمط في خبر السبط عليه السلام ' ينال فيه من بني أمية، ويصف عليا عليه السلام بالوحي، وهذا تشيع ظاهر، لكنه إنشاء بديع، ونثر بليغ.
(٣٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 ... » »»