تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٧ - الصفحة ٢٨٤
عبد السلام، وابن الحاجب أفتوا بقتله لما اشتهر عنه من الإباحة، وقذف الأنبياء عليهم السلام والفسق، وترك الصلاة. وقال الملك الصالح أخو السلطان: أنا أعرف منه أكثر من ذلك. وسجن الوالي جماعة من أصحابه، وتبرأ منه أصحابه) وشتموه، ثم طلب وحبس بعزتا، فجعل ناس يترددون إليه ف... الفقهاء، وأرسلوا إلى الوزير ابن مرزوق: إن لم تعمل الواجب فيه وإلا قتلناه نحن.
وكان ابن الصلاح يدعو عليه في أثناء كل صلاة بالجامع جهرا، وكتب طائفة من أصحابه غير محضر بالبراءة منه.
قلت: ومن كلامه المليح: ودرت طول عمري على من ينصفني فوجدت فردا واحدا، فلما أنصفني ما أنصفته.
وقال: أقمت شهرا لا أفتر عن الذكر، فكنت ليلة في بيت مظلم فجف لساني، ولم يبق في حركة سوى أني أسمع ذكر أعضائي بسمعي.
وقال: ما يحسن أن تكون العبادة هي المعبود.
وقال: أعلى ما للفقير الإندحاض.
وكان الحريري يلبس الطويل والقصير والمدور والمفرج، والأبيض والأسود، والعمامة والمئزر والقلنسوة وحدها، وثوب المرأة والمطرز والملون.
وسأله أصحابه لما حبس أن يسأل ويتشفع، فلم يفعل، فلما أقام أربع سنين زاد سؤالهم، فأمرهم أن يكتبوا قصة فيها: من الخلق الضعيف إلى الري الشريف، ممن هو ذنب كله إلى من هو عفو كله، سبب هذه المكاتبة الضعف عن المعاتبة، أصغر خدم الفقراء علي الحريري.
* فقير ولكن من عفاف ومن تقى * وشيخ ولكن للفسوق إمام * فسعوا بالقصة وأرادوا أن تصل إلى السلطان، فما قرأها أحد من الدولة
(٢٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 ... » »»