تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٧ - الصفحة ٢٨١
* إن كنت أقجي تقدم وإن كنت رماح انتبه * وإن كنت حشوا لمخدة أخرج ورد الباب * * أود أشتهي قبل موتي أعشق ولو صورة حجر * أنا ممثكل محير والعشق بي مشغول * وقال النجم بن إسرائيل: قال لي الشيخ مرة: ما معنى قوله تعالى: كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله فقلت: سيدي يقول وأنا أسمع. قال: ويحك من الموقد ومن المطفيء لا تسمع لله كلاما إلا منك فيك.
قلت: ومن أين لي قال: تمحو آنيتك.
وقال: لو ذبحت بيدي سبعين نبيا ما اعتقدت أني مخطيء. يعني لو ذبحتهم لفعلت ما أراده الله مني، إذ لا يقع شيء في الكون إلا بإذنه سبحانه وتعالى.) قلت: وطرد ذلك أن الله تعالى أراد منا أن نلعن قتلة الأنبياء عليهم السلام، ونبرأ منهم، ونعتقد أنهم أصحاب النار، وأن نلعن الزنادقة، ونضرب أعناقهم، وإلا فلأي شيء خلقت جهنم، واشتد غضب الله على من قتل نبيا، فكيف بمن يقتل نبيا، والله تعالى يحب الأبرار، ويبغض الفجار، ويخلدهم في النار، مع كونه أراد إيجاد الكفر والإيمان فهو... الشيء، فإنه لا يكون إلا ما يريد. ولكن لا يرضى حيازة الكفر ولا يحبه، نعم يريده ولا يسأل عما يفعل، ولا يعترض عليه، فإنه أحكم الحاكمين، وأرحم الراحمين، لا يخلق شيئا إلا لحكمة، لكن عقولنا قاصرة عن إدراك حكمته، فالخلق ملكه، والأمر أمره لا معقب لحكمه، يخلد الكفار في النار بعدله وحكمته، ويخلد الأبرار في الجنة بفضله ورحمته. فجميع ما يقع في الوجود فبأمره وحكمته، وعدم علمنا بمعرفة حكمته لا يدل على أنه يخلق شيئا بلا حكمة تعالى الله عن ذلك أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون.
(٢٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 ... » »»