تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٧ - الصفحة ٢٨٣
قال: ولقد كان قدس الله روحه مكاشفا لما في صدور خلق الله مما يضمرونه، بحيث قد أطلعه الله على سرائر خلقه وأوليائه.
قلت: المكاشفة لما في ضمائر الصدور قدر مشترك بين أولياء الله وبين الكهان والمجانين.
ولكن الشيخ شهاب الدين يتكلم من وراء العافية، ويحسن الظن بالصالحين والمجهولين، والله يثيبه على حسن قصده وصدق أدبه مع أولي الأحوال، ونحن فالله يثيبنا على مقاصدنا، والله هو المطلع على نياتنا ومرادنا، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
قال الله تعالى: وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم الآية ولله القائل:
* دف ومزمار ونغمة شادن * فمتى رأيت عبادة بملاهي * * يا لحرقة ما خسر دين محمد * و... عليه وملة إلا هي * ومن قول الحريري: الشعر باب السر.
قل: بل باب الشر، فإنه ينسب النفاق في القلب.
وقال عليه السلام: لأن يمتليء جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتليء شعرا.
ونهى أصحابه عن غلق الباب وقت السماع حتى عن اليهود والنصارى وقال: دار الضرب التي للسلطان مفتوحة، وضارب الزغل يغلق بابه.
وقال: لو اعتقدت أني تركت الخمر لعدت إليها.
وله من هذا الهذيان شيء كثير.
وذكر النسابة في تعاليقه قال: وفي سنة ثمان وعشرين وستمائة أمر الصالح بطلب الحريري فهرب إلى بسر، وسببه أن ابن الصلاح، وابن
(٢٨٣)
مفاتيح البحث: الظنّ (1)، الخسران (1)، الصدق (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 ... » »»