تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٧ - الصفحة ١٩٥
عليه القرآن وجوده، وكمال الدين أحمد بن العطار، وإبراهيم بن أخي علاء الدين ابن النصير، وزين الدين أحمد بن محمود القلانسي، وقد قرأ عليه القراءات وترك، والصدر إسماعيل بن يوسف بن مكتوم وقال: قرأت عليه ختمة لأبي عمرو.
وذكره القاضي ابن خلكان في تاريخه وقال: رأيته مرارا راكب بهيمة إلى الجبل وحوله اثنان أو ثلاثة يقرأون عليه في أماكن مختلفة دفعة واحدة، وهو يرد على الجميع.
قلت: وفي نفسي شيء من صحة الرواية على هذا النعت لأنه لا يتصور أن يسمع مجموعات الكلمات، فما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه. وأيضا فإن مثل هذا الفعل خلاف السنة، ولا أعلم أحدا من شيوخ المقرئين كان يترخص في هذا إلا الشيخ علم الدين.
وكان رحمه الله أقعد بالعربية والقراءآت من تاج الدين الكندي. ومحاسنه كثيرة، وفوائده غزيرة.
ومن شعره:
* قالوا: غدا نأتي ديار الحمى * وينزل الركب بمغناهم * * وكل من كان مطيعا لهم * أصبح مسرورا بلقياهم * * قلت: فلي ذنب فما حيلتي * بأي وجه أتلقاهم * * قيل: أليس العفو من شأنهم * لا سيما عمن ترجاهم * وقد ذكره العماد الكاتب في السيل والذيل فقال: علي بن السخاوي، عرض له قاضي الإسكندرية على السلطان الملك الناصر صلاح الدين هذه القصيدة بظاهر عكا بالمعسكر المنصور في سنة ست وثمانين وخمسمائة وأثنى على
(١٩٥)
مفاتيح البحث: القرآن الكريم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 ... » »»