تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٧ - الصفحة ١٩٣
العلامة علم الدين، أبو الحسن الهمداني، السخاوي، المصري، شيخ القراء بدمشق.
ولد سنة ثمان أو تسع وخمسين وخمسمائة، وسمع بالثغر من: السلفي، وأبي القاهر بن عوف.
وبمصر من: أبي الجيوش عساكر بن علي، وأبي القاسم البوصيري، وإسماعيل بن ياسين، وجماعة.
وبدمشق من: ابن طبرزد، والكندي، وحنبل.
وسمع الكثير من الإمام أبي القاسم الشاطبي، وقرأ عليه القراءات، وعلى أبي الجود غياث بن) فارس، وعلى أبي الفضل محمد بن يوسف الغزنوي.
وبدمشق على أبي اليمن الكندي، قرأ عليهما بالمبهج لسبط الخياط، ولكن لم يسند عنهما القراءات، فرأيتهم يقولون إن الشاطبي قال له: إذا مضيت إلى الشام فاقرأ على الكندي ولا ترو عنه.
وقيل إنه رأى الشاطبي في النوم فنهاه أن يقرئ بغير ما أقرأه.
وكان إماما علامة، مقرئا، محققا، مجودا، بصيرا بالقراءآت وعللها، ماهرا بها، إماما في النحو واللغة، إماما في التفسير كان يتحقق بهذه العلوم الثلاثة ويحكيها. وكان يفتي على مذهب الشافعي.
تصدر للإقراء بجامع دمشق، وازدحم عليه الطلبة وقصدوه من البلاد، وتنافسوا في الأخذ عنه.
وكان دينا خيرا متواضعا، مطرحا للتكلف، حلو
(١٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 ... » »»