تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٣ - الصفحة ٢٧٣
الرحمن الرحيم في فريضة ولا نافلة مذ أممت بالناس. فالتفت إلي والدي وقال: احفظ.
سمعت أبا غالب مظفر بن أسعد ابن القلانسي، قال: كان والدي يرسل إلى الشيخ أبي عمر شيئا كل سنة، فأرسل إليه مرة دينارين فردهما، قال: فضاق صدري، ثم فكرت، فوجدتها من جهة غير طيبة، قال: فبعث إليه غيرهما من جهة غير طيبة، فقبلهما أو كما قال.
حدثني أبو محمد عبد الله بن أبي عمر، قال: حكت زوجته يعني أم عبد الرحمن آمنة بنت أبي موسى أنها لم تحمل بولد قط إلا علمت من كلامه وحاله ما حملها من ذكر أو أنثى فمرة أتاه رجل بغنيمة هدية، فقال: هذه نتركها حتى تلدي ونشتري أخرى ونذبحها عقيقة. قالت: ويجيء لنا ابن فضحك، فولد له بعد أيام ابنه سليمان. وفي مرة أخرى حملت، فقال: كان اسم أبي أحمد ففي هذه النوبة أسمي ابنه أحمد، فولدت له ابنه أحمد.
ومرة أخرى حملت ورآها وهي تخاصم بنتها، فقال: هذا حالك وهي واحدة، فكيف إذا صارت اثنتين فولدت بنتا. وأمثال ذلك.
وسمعت أحمد بن عبد الملك بن عثمان، قال: جاء أبو رضوان وآخر إلى الشيخ أبي عمر، فقالا له: إن قراجا قد اخذ فلانا وحبسه، فادع عليه، فباتا عند الشيخ، فلما كان الغد، قال: قضيت حاجتكم، فلما كان بعد ساعة إذا جنازة قراجا عابرة.
سمعت أبا محمد عبد الرزاق بن هبة الله بن كتائب، قال: سمعت رجلا صالحا يقول: أقام) الشيخ أبو عمر قطبا ست سنين. ثم ذكر الضياء حكايتين في أن عمر صار القطب في أواخر عمره، وقال: سمعت أبا بكر بن أحمد بن عمر المقرئ يقول: إنه رأى رجلا من اليمن بمكة، فذكر انهم يستسقون بالشيخ أبي عمر وانه من السبعة، أو كما قال.
سمعت الزاهد أحمد بن سلامة النجار، حدثنا الفقيه عبد الرزاق ابن أبي
(٢٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 ... » »»