تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٩ - الصفحة ٣٥٩
كسرت العرب على باب داري ألف سيف، حتى قيل إن عليا قتل وآمتد الخبز إلى بني الحارث، وكانوا خلفا، فأصبح في منازلهم سبعون فرسا معقورة مكسورة حزنا عليه.
ثم اصطنع العبيد وأعتقهم، ورد عليهم أسلحتهم، فتكفلوا له أمان البلاد من عشائرهم.
وكان السفهاء والشباب منا لا يزال يجني بعضهم على بعض، ويكثر الجراح والقتل، فأذكر عشية أن القوم هزمونا حتى أدخلونا البيوت، فقيل لهم: هذا علي أقبل. فانهزموا حتى مات تحت أرجل القوم ثلاثة رجال. ثم أصلح بين الناس.
توفي علي بن زيدان سنة ست وعشرين وخمسمائة، وتبعه خالي محمد بن المثيب سنة ثمان، فكان أبي يتمثل بعدهما بقول الشاعر: ومن الشقاء تفردي بالسؤدد وتماسكت أحوال الناس لوالدي سنة تسع وعشرين، وفيها أدركت الحلم.
ثم منعنا الغيث سنة وبعض أخرى، حتى هلك الحرث، ومات الناس في بيوتهم، فلم يجدوا من يدفنهم.
وفي سنة إحدى وثلاثين دفعت لي والدتي مصوغا لها بألف مثقال، ودفع لي أبي أربعمائة دينار وسبعين، وقالا لي: تمضي إلى زبيد إلى الوزير مسلم بن سخت، وتنفق هذا المال عليك وتنفقه، ولا ترجع حتى تفلح، وزبيد عنا تسعة أيام.
(٣٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 354 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 ... » »»