تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٥ - الصفحة ٢٨٨
ورتب وزيره ابن صدقة الأمور.
وأتى وزير السلطان أبو طالب السميرمي والمستوفي وخواص دولتهم، ثم وقف ابن صدقة عن ياسر السدة، وأبو طالب السميرمي عن يمينها.
وأقبل السلطان محمود ويده في يد أخيه مسعود، فلما قرب استقبله الوزيران والكبار، وحجبوه إلى بين يدي الخيفة، فلما قاربوا كشفت الستارة لهما، ووقف السلطان في الموضع الذي كان وزير واقفا فيه، وأخوه إلى جانبه، فخدما ثلاث مرات ووقفا، والوزير ابن صدقة يذكر له عن الخليفة أنسه به وتقربه وحسن اعتقاده فيه.
ثم أمر الخليفة بإفاضة الخلع عليه، فحمل إلى مجلس لذلك، ثم وقف الوزيران بين يدي الخليفة يحضران الأمراء أميرا أميرا، فيخدم ويعرف خدمته، فيقبل الأرض وينصرف.
ثم عاد السلطان وأخوه، فمثلا بين يدي الخليفة، وعلى محمود الخلع السبع والطواق، والسواران، والتاج، فخدما. وأمر الخيلفة بكرسي، فجلس عليه السلطان، ووعظه الخليفة وتلي عليه قوله تعالى: فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن يعلم مثقال ذرة شرا يره وأمره بالإحسان إلى الرعية، ثم أذن للوزير أبي طالب في تفسير ذلك عليه، ففسره، وأعاد عنه أنه قال: وفقتني الله لقبول أوامر مولانا أمير المؤمنين، وارتسامها بالسعادات. فلما فعلا قال: اقمع بهما الكفار والملحدين. وعقد ل بيده لواءين حملا معه، وخرج، فقدم له في صحن الدار فرس من مراكب الخليفة، بمركب جديد صيني، وقيد بين يديه أربعة أفراس بمراكب الذهب.
(٢٨٨)
مفاتيح البحث: التصدّق (3)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 ... » »»