تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٤ - الصفحة ٧٩
كان جد في قتالهم، فجرح وسلم، فحينئذ خرب لسلطان قلعة خالنجان، وجدد الحصار عليهم. فطلبوا أن ينزل بعضهم، ويرسل السلطان معهم من يحميهم إلى قلعة الناظر بأرجان، وهي لهم، وإلى قلعة طبس، وأن يقيم باقيهم في ضرس القلعة إلى أن يصل إليهم من يخبرهم بوصول أصحابهم، فأجابهم إلى ذلك، وذهبوا، ورجع من أخبر الباقن بوصول أولئك إلى القلعتين. فلم يسلم ابن غطاس الناس الذين احتموا فيه، ورأى السلطان منه الغدر والرجوع عما تقرر، فزحف الناس عليه عامة، في ثاني ذي القعدة. وكان قد قل عنده من يمنع أويقاتل، وظهرمنه بأس شديد، وشجاعة عظيمة، وكان قد استأمن إلى السلطان إنسان من أعيانهم فقال: أنا أدلكم على عورة لهم، فأتى بهم إلى جانب السن لا يرام فقال: اصعدوا من ههنا. فقيل: إنهم قد ضبطوا هذا المكان وشحنوه بالرجال.
فقال: إن الذي ترون أسلحة وكزغندات قد جعلوها كهيئة الرجال، وذلك لقلتهم. وكان جميع من بقي ثمانين رجلا. فصعد الناس من هناك، وملكوا الموضع، وقتلوا أكثر الباطنية، فاختلط جماعة منهم على من دخل فسلموا، واسر ابن غطاس، فشهر باذربيجان، وسلخ، فتجلد حتى مات، وحشي جلده تبنا وقتل ولده، وبعث برأسيهما إلى بغداد. وألقت زوجته نفسها من رأس القلعة فهلكت. وضرب محمد القلعة.
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 83 84 85 ... » »»