تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٤ - الصفحة ٧٧
وجمعوا له الأموال، وقدموه لأن أباه عبد الملك كان من علمائهم له أدب وبلاغة، وحسن خط، وسرعة جواب، مع عفة ونزاهة، وطلع ابنه أحمد هذا جاهلا. قيل لابن الصباح صاحب الموت: لماذا تعظم ابن غطاس على جهله قال: لمكان أبيه، فإنه كان أستاذي. وكان ابن غطاس قد استفحل أمره، واشتد باسه، وقطعت أصحابه الطرق، وقتلوا الناس.
رواية ابن الأثير عن قتل ابن غطاس قال ابن الأثير: قتلوا خلقا كثيرا لا يمكن إحصاؤهم، وجعلة لهم على القرى والأملاك ضرائب يأخذونها، ليكفوا أذاهم عنها. فتعذر بذلك انتفاع الناس بأملاكهم، والدولة بالضياع. وتمشى لهم الأمر بالخلف الواقع. فلما صفا الوقت لمحمد لم يكن همه سواهم. فبدأ بقلعة إصبهان، لتسلطها على سرير ملكه، فحاصرهم بنفسه، وصعد الجبل الذي يقابل القلعة، ونصب له التخت.
واجتمع من إصبهان وأعمالها لقتالهم الأمم العظيمة، فأحاطوا بجبل القلعة، ودوره أربعة فراسخ، إلى أن تعذر عليهم القوت، وذلوا، فكتبوا فتيا:
(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 83 ... » »»