ينال، وتجمع العسكر، وقصده بركياروق، وكانت الوقعة عند الري، فانهزم عسكر محمد، وقصدوا نحوطبرستان، ولم يقتل غير رجل واحد، قتل صبرا ومضت قطعة منهم نحوقزوين، ونهبت خزائن محمد. وانهزم في نفر يسير إلى أصبهان في سبعين فارسا، وحصنها ونصب مجانيقها، وكان معه بها ألف فارس. وتبعه بركياروق بجيوش كثيرة تزيد على خمسة عشر ألف، فحاصره وضيق عليه. وكان محمد يدور كل ليلة على السور ثلاث مرات. وعدمت الأقوات فأخرج من البلد الضعفاء. واستقرض محمد من أعيان البلد أموالا عظيمة، وعثرهم وصادرهم، واشتد عليهم القحط، وهانت فيهم الأمتعة.
وكانت الأسعار على بركياروق رخيصة. ودام البلاء إلى عيد الأضحى، فلما رأى محمد أموره في إدبار، فارق البلد، وساق في مائة وخمسين فارسا، ومعه الأمير ينال، وفحمل بركياروق وراءه عسكرا، وفلم ينصحوا في طلبه، وزحف جيش بركياروق على إصبهان ليأخذوها، فقاتلهم أهل البلد قتال الحريم، فلم يقدروا عليهم. فأشار الأمراء على بركياروق بالرحيل، فرحل إلى همذان.