تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٤ - الصفحة ٣٠
قل له عندي من هؤلاء عشرون ألفا هذا حد طاعتهم فعاد الرسول وأخبر ملكشاه، فعجب، وأعرض عن كلامهم.
حيلة للباطنية في الاستيلاء على قلعة.
وصار بأيديهم قلاع كثيرة، منها قلعة على خمسة فراسخ من إصبهان، وكان حافظها رجلا تركيا، فصادقه نجار منهم، أهدى له جارية، وقوسا فوثق به، وكان يستنيبه في حفظ القلعة.
فاستدعى النجار ثلاثين رجلا من أصحاب ابن عطاش، وعمل دعوة، ودعا التركي وأصحابه، وسقاهم الخمر، فلما سكروا تسلق الثلاثون بحبال إليه، فقتلوا أصحاب التركي، وسلم هو وحده، فهرب. وتسلموا القلعة. وقطعوا الطرقات ما بين فارس وخورزستان. ثم ظفر جاولي بثلاثمائة منهم، فأحاط هووجنده بهم فقتلوهم، وكان جماعة منهم في عسكر بركياروق، فاستغووا خلقا منهم، فوافقهم، فاستشعر أصحاب السلطان منهم، ولبسوا السلاح، ثم قتلوا منهم مائة رجل.
من خزعبلات الباطنية وكان بنواحي المشان رجل منهم يتزهد ويدعي الكرامات. أحضر مرة جديا مشويا لأصحابه، وأمر برد عظامه على التنور، فردت، وجعل على التنور طبقا. ورفع الطبق فوجدوا جديا يرعى حشيشا، ولم يروا نارا ولا رمادا. فتلطف بعض أصحابه حتى عرف بأن التنور كان يفضي إلى سرداب، وبينهما شق من
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»