تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٠ - الصفحة ٤١٠
وقال الشيخ عز وجل الدين بن عبد السلام: ما رأيت في كتب الإسلام في العلم مثل المجلى لابن حزم، و المغني للشيخ الموفق.
قلت: وقد امتحن ابن حزم وشرد عن وطنه، وجرت له أمور، وتعصب عليه المالكية لطول لسانه ووقوعه في الفقهاء الكبار، وجرى بينه وبين أبي الوليد الباجي مناظرات يطول شرحها.
ونفرت عنه قلوب من الناس لحطه على أئمتهم وتخطئته لهم بافج عبارة، وأقط محاورة.
وعملوا عليه عند ملوك الأندلس وحذروهم منه ومن غائلته، فأقصته الدولة وشردته عن بلاده، حتى انتهى إلى بادية لبلة، فتوفي بها في شعبان ليومين بقيا منه.
وقيل: توفي في قرية له.
قال أبو العباس بن العريف: كان يقال: لسان ابن حزم وسيف الحجاج شقيقان.
وقال أبو الخطاب بن دحية: كان ابن حزم قد برص من أكل اللبان، وأصابته زمانة. وعاش رحمه الله اثنتين وسبعين سنة إلا شهرا.
(٤١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 405 406 407 408 409 410 411 412 413 414 415 ... » »»