تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٨ - الصفحة ٨٩
وإليه انتهت رئاسة المالكيين في وقته. وكان له بجامع المنصور حلقه عظيمة.
روى عنه: أبو ذر الهروي، وأبو جعفر محمد بن أحمد السمناني، والحسين بن حاتم. قال الخطيب: كان ورده كل ليلة عشرين ترويحة في الحضر والسفر، فإذا فرغ منها كتب خمسا وثلاثين ورقة من تصنيفه. سمعت أبا الفرج محمد بن عمران يقول ذلك. وسمعت علي بن محمد الحربي يقول: جميع ما كان يذكر أبو بكر بن الباقلاني من الخلاف بين الناس صنفه من حفظه، وما صنف أحد خلافا إلا احتاج أن يطالع كتب المخالفين سوى ابن الباقلاني.
قلت: أخذ ابن باقلاني علم النظر عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن مجاهد الطائي صاحب الأشعري. وقد ذهب في الرسلية إلى ملك الروم، وجرت له أمور، منها أن الملك أدخله عليه من باب خوخة ليدخل راكعا للملك، ففطن لها ودخل بظهر. ومنها أنه قال لراهبهم: كيف الأهل والأولاد فقال له الملك: أما علمت أن الراهب يتنزه عن هذا فقال: تنزهونه عن هذا ولا تنزهون الله عن الصاحبة والولد. وقيل: إن طاغية الروم سأله كيف جرى لعائشة، وقصد توبيخه، فقال: كما جرى لمريم فبرأ الله المرأتين، ولم تأت عائشة بولد. فأفحمه فلم يحر جوابا. قال الخطيب: سمعت أبا بكر الخوارزمي يقول: كل مصنف ببغداد إنما
(٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 ... » »»