تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٨ - الصفحة ٨٦
حج، وسمع: حمزة بن محمد الكناني، وأبا زيد المروزي، وجماعة. وأخذ بإفريقية عن: ابن مسرو الدباغ، ودراس بن إسماعيل. وكان حافظا للحديث وعلله ورجاله، فقيها أصوليا متكلما، مصنفا صالحا منقبا. وكان أعمى لا يرى شيئا، وهو مع ذلك من أصح) الناس كتبا، وأجودهم تقييدا. يضبط كتبه ثقات أصحابه. والذي ضبط له صحيح البخاري بمكة رفيقه أبو محمد الأصيلي.
ذكره حاتم الأطرابلس فقال: كان زاهدا ورعا يقظا، لم أر بالقيروان إلا معترفا بفضله.
تفقه عليه: أبو عمران القابسي، وأبو القاسم اللبيدي، وعتيق السوسي، وغيرهم.
وألف تواليف بديعة ككتاب الممهد في الفقه، و أحكام الديانات والمنقذ من شبه التأويل، وكتاب المنبه للفطن من غوائل الفتن، وكتاب ملخص الموطأ، وكتاب المناسك، وكتاب الإعتقادات، وسوى ذلك من التصانيف.
وكان مولده سنة أربع وعشرين وثلاثمائة. وتوفي في ربيع الآخر بمدينة القيروان. وبات عند قبره خلق من الناس، وضربت الأخبية لهم. ورثاه الشعراء. وقيل له القابسي لأن عمه كان يشد عمامته شدة قابسية.
وممن روى عنه: أبو محمد عبد الله بن الوليد بن سعد الأنصاري الفقيه من شيوخ أبي عبد الله الرازي.
(٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 ... » »»