تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٦ - الصفحة ٤٢٤
سهل ويقول: بارك الله فيك لا أصابك العين.
وسمعت أبا منصور الفقيه يقول: سئل أبو الوليد الفقيه عن أبي بكر القفال وأبي بكر الصعلوكي أيهما أرجح فقال: ومن يقدر أن يكون مثل أبي سهل.
وقال الصاحب إسماعيل بن عباد: ما رأينا مثل أبي سهل، ولا رأى مثل نفسه.
وقال الحاكم أبو عبد الله: أبو سهل مفتي البلدة وفقيهها، وأجلد من رأينا من الشافعيين بخراسان، ومع ذلك أديب، شاعر، نحوي، كاتب، عروضي، محب للفقراء.
وقال أبو إسحاق الشيرازي: أبو سهل الصعلوكي الحنفي من بني حنيفة، صاحب أبي إسحاق المروزي، مات في آخر سنة تسع وستين، وكان فقيها، أديبا، شاعرا، متكلما، مفسرا، صوفيا، كاتبا. وعنه أخذ ابنه أبو الطيب، وفقهاء نيسابور.
قلت: وهو صاحب وجه، ومن غرائبه أنه قال: إذا نوى غسل الجنابة والجمعة معا لا يجزئه لواحد. وقال بوجوب النية لإزالة النجاسة.
وقد نقل الماوردي، وأبو محمد البغوي للإجماع أنها لا تشترط.
وقال أبو العباس الفسوي: كان أبو سهل الصعلوكي مقدما في علم الصوفية، صحب الشبلي، وأبا علي الثقفي، والمرتعش، وله كلام حسن في التصوف.) قلت: مناقبه جمة، ومنها ما رواه القشيري أنه سمع أبا بكر بن فورك يقول: سئل الأستاذ أبو سهل عن جواز رؤية الله بالعقل، فقال: الدليل عليه شوق المؤمنين إلى لقائه، والشوق إرادة مفرطة، والإرادة لا تتعلق بمحال.
وقال السلمي: سمعت أبا سهل يقول: ما عقدت على شيء قط، وما
(٤٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 419 420 421 422 423 424 425 426 427 428 429 ... » »»