تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٦ - الصفحة ٣٢
ومات الخادم كافور صاحب مصر ورد أمرها إلى الملك أبي الفوارس حسين بن علي بن طغج الإخشيدية، فوقع الخلف بن الكافورية وبينه، وتحاربوا وعظم البلاء وقتل بينهم خلق، ثم هزمت الخشيدية الكافورية وطردوهم عن مصر، فصاروا إلى الرملة وفيهم ابن محمد بن رائق، وأبو) منخل، وفنك، وفاتك الهندي فقدموا على صاحب الرملة الحسن بن عبد الله بن طغج، فلم يقبل عليهم وقال: لا أحارب برغمتي، ثم ضاق بنفقاتهم، فتوجهوا إلى دمشق ومتوليها فاتك الإخشيدي، فتم بينهم قتال وبلاء.
وفي ذي القعدة أقبل عظيم الروم نقفور بجيوشه إلى الشام، فخرج من الدرب ونازل أنطاكية، فلم يلتفتوا عليه، فهددهم وقال: أرحل وأخرب الشام كله وأعود إليكم من الساحل. ورحل في اليوم الثالث ونازل معرة مصرين، فأخذها وغدر بهم، وأسر منها أربعة آلاف ومائتي نسمة.
ثم نزل على معرة النعمان فأحرق جامعها، وكان الناس قد هربوا في كل وجه إلى الحصون والبراري والجبال المنيعة.
ثم سار إلى كفر طاب، وشيزر، ثم إلى حماة وحمص، فخرج من تبقى فيها، فأمنهم ودخلها، فصلى في البيعة، وأخذ منها رأس يحيى بن زكريا، وأحرق الجامع.
ثم سار إلى عرقة فافتتحها.
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 27 28 29 31 32 33 35 37 38 39 ... » »»