تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٦ - الصفحة ٢٨
في سبعمائة فارس وراجل، وقال له: أقم بديار بكر، فإنها مملكة مفتقرة إلى مثلك.
فأجمع رأي أبي المعالي بن سيف الدولة على المجيء إلى حلب فلما وصل تقي بالتابوت إلى ميافارقين، خرج أبو المعالي منها لتلقيه، فصعب على تقي، كون القاضي وابن سهل الكاتب وابن حلبه لم يترجلوا له، فلما نزل قبض عليهم، فاضطرب لذلك البلد، فجهزت والدة أبي المعالي إلى كبار الغلمان ولاطفتهم ففرقتهم عن تقي، قالوا: ما جئنا لنخرق بابن مولانا ولا لنقاتله، واجتمعوا على مخالفة تقي، فلما أحس بذلك سار في حاشيته إلى ناحية أرزن، فلم يمكنه عبور النهر لزيادته، فرجع وتذلل، فقبض عليه أبو المعالي وقيده واعتقله بحصن كافا، وأخذ منه سبعة وعشرين ألف دينار وثلاثمائة ألف درهم كانت معه.
وفيها قبض على الملك ناصر الدولة بن حمدان ولده تغلب، لأن أخلاقه ساءت، وظلم وعسف وقتل جماعة وشتم أولاده وتزايد أمره، فقبض عليه ابنه بشورة الدولة في جمادى الأول ونفذه إلى قلعة، ورتب له كل ما يحتاج إليه، ووسع عليه وقال: هذا قد اختل مزاجه.
وفي رجب دخل أبو المعالي حلب وفرح الناس به.
وفي هذه الأيام نزلت الروم على رعبان، فسار عسكر حلب للكشف
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 27 28 29 31 32 33 35 ... » »»