تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٦ - الصفحة ٢٩
عنها، فدخل ملك الروم، ثم سار عسكر حلب فنزلوا على حصن سرجون فافتتحوه بعد أيام بالسيف بعد حرب عظيم، فأخذوا منه ما لا يوصف، وحصل من السبي خمسة آلاف آدمي، ثم نازلوا حصن سن الحمرا، فافتتحوه وسبوا منه نحو ألف، وأسروا ثلاثمائة علج، وأسروا سرجون لعنه الله، وهو الذي كان أسر أبا فراس بن حمدان فلله الحمد.) وغزت الخراسانية مع لؤلؤ الجراحي من أنطاكية إلى ناحية المصيصة، فالتقاهم ثلاثة آلاف فارس من الروم، فنصر الله وقتلوا ألفا من الروم، وأسروا خلقا، وردوا بالغنائم إلى أنطاكية، ثم عادوا غزوا فأصلبوا.
وسار نحو ألفي فراس من الترك إلى مصر لأن كافورا راسلهم.
ودخل الثغر محمد بن عيسى رئيس الخراسانية ومعه ابن شاكر الطرسوسي، فظفروا وغنموا وردوا بالغنائم. وتأخر في السقاة محمد بن عيسى وابن شاكر في نحو ثمانمائة فارس، فدهمهم جموع الروم، فقال ابن عيسى: ما أستحل أن أوليهم الدبر بعد أن قربوا. وسار ابن شاكر يكشفهم فإذا هم فيما يقال في ثلاثين ألفا، فرجع وقال: لا طاقة لك بهؤلاء، فلم يقبل، والتقاهم وقاتلوا أشد قتال، وأنكوا في الروم نكاية عظيمة، واستشهد عامة المسلمين. وبقي محمد بن عيسى في مائة وخمسين فارسا، فقال له ابن شاكر: لا تلقي بيدك التهلكة، فقال له فقيه معه: إن وليت الدبر لحقوك وقتلوك وأنت فار، فقاتل حتى قتل أكثر أصحابه، ثم أسر محمد بن عيسى، وابن شاكر، ثم ورد الخبر بأن ابن عيسى اشترى نفسه بمائة ألف درهم وبمائة وعشرين علجا كانوا بأنطاكية، وبرطل فصوص فيروزج، وإنه بعد ذلك غزا العدو وظفر.
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 27 28 29 31 32 33 35 37 ... » »»