تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٦ - الصفحة ٢٣
الفداء مدة حتى لم يبق بأيدي الكفرة أسير، ولله الحمد.) ثم عبرت الفرات ونظرت في التقويم فوجدت الكسوف فتأملته على حسب ما أوجبه علم النجوم والمولد فكان نحسا على أعدائنا، فقصدتهم وهم على مرحلة من حلب بالناعورة، إلى ذكر هزيمتهم، ثم قال: ولا شهدت عسكرا على كثرة مشاهدتي للحرب استولى على جميع رؤسائه وأتباعه مثل هؤلاء، ولا غنم من عسكر مثل ما غنم منهم، وقد كنت ناديت بأن من جاء بدزبر والأهوازي فله كذا وكذا، فتعاقد طوائف على ذلك وجعلوهما وكدهم فأسروهما، وقيدا، إلى أن قال: ولا شك عندي في أن ما أنفق على الفداء نحو ثلاثمائة ألف دينار، فك الله بها ثلاثة آلاف وخمسمائة إنسان.
وفيها جرت بالري فتنة هائلة بين ركن الدولة وبين الخراسانية الغزاة فقتل من الفريقين نحو ثلاثة آلاف، وانتهب أهل الري من الغزاة ألفي جمل محملة أمتعة، ثم ظفرت الغزاة ودخلوا الري وضربوا جوانبها بالنار، ثم طلب خلق منهم بالموصل، وذهب خلق منهم فوق العشرين ألفا إلى خوي وسلماس.
وفيها سار طاغية الروم بجيوشه إلى بلد الشام فعاث وأفسد، وأقام به نحو خمسين يوما، فبعث سيف الدولة يستنجد أخاه ناصر الدولة يقول: إن نقفور قد عسكر بالدرب ومنع رسولنا المغربي أن يكتب بشيء وقال: لا أجيب سيف الدولة إلا من أنطاكية، ليذهب من الشام فإنه لنا ويمضي إلى بلده ويهادن
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 27 28 29 ... » »»