وقيل إن عدة جيشه بلغت أربعمائة ألف دجل. وقام بعده ابنه أبو القاسم أنوجور مع غلبة كافور على الأمور. وفاة أبي القاسم صاحب المغرب: وفيها مات أبو القاسم محمد بن عبيد الله صاحب المغرب. وكان مولده بسليمة سنة ثمان وسبعين. ودخل مع أبيه في زي التجار، فآل بهم الأمر إلى ما آل.
وبويع هذا سنة اثنين وعشرين وثلاثمائة عند موت أبيه. وقد خرج عليه سنة اثنين وثلاثين مخلد بن كيداد. وكانت بينهما وقائع مشهورة. وحصره مخلد بالمهدية وضيق عليه واستولى على بلاده، فعرض للقائم وسواس فاختلط عقله، ومات في تلك الحال في شوال، وله خمس وخمسون سنة. وسترت وفاته سنة ونصفا. وقام بعده ولي عهده المنصور بالله أبو الطاهر إسماعيل ولده. وكان القائم شرا من أبيه المهدي، زنديقا ملعونا. مقاتلة ابن كيداد لأبي القاسم: ذكر القاضي عبد الجبار أنه أظهر سب الأنبياء عليهم السلام، وكان مناديه ينادي: إلعنوا الغار وما حوى، وقتل خلقا من العلماء. وكان يراسل أبا طاهر القرمطي إلى البحرين وهجر، ويأمره بإحراق المساجد والمصاحف. ولما كثر