تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٣ - الصفحة ٣٩٥
4 (ذكر امتناع ركب العراق)) ولم يحج ركب العراق.
4 (ذكر مقتل الخليفة المقتدر)) وفي صفر غلب مؤنس على الموصل فتسلل إليه الجند والفرسان من بغداد، وأقام بالموصل أشهرا. ثم تهيأ المقتدر وأخرج المخيم إلى الشماسية، وجعل يزكا على سامراء ألف فارس مع أبي العلاء سعيد بن حمدان. وأقبل مؤنس في جمع كثير، فلما قارب عكبرا اجتهد المقتدر) بهارون بن غريب أن يحارب مؤنسا، فامتنع واحتج بأن أصحابه مع مؤنس في الباطن ولا يثق بهم.
وقيل: أنه عسكر هارون وابن ياقوت وابنا رائق وصافي الحرمي ومفلح بباب الشماسية، وانضموا إلى المقتدر، فقالوا له: إن الرجال لا يقاتلون إلا بالمال، وإن أخرجت الأموال أسرع إليك رجال مؤنس وتركوه. وسألوه مائتي ألف دينار، فأمر بجمع الطيارات لينحدر بأولاده وحرمه وأمه وخاصته إلى واسط، ويستنجد منها ومن البصرة والأهواز على مؤنس.
فقال له محمد بن ياقوت: إتق الله في المسلمين ولا تسلم بغداد بلا حرب، وإنك إذا وقفت في المصاف أحجم رجال مؤنس عن قتالك.
فقال: أنت رسول إبليس.
فلما أصبحوا ركب في الأمراء والخاصة وعليه البردة وبيده القضيب، والقراء حواله، والمصاحف منشورة، وخلفه الوزير الفضل بن جعفر، فشق بغداد إلى الشماسية، والخلق يدعون له. وأقبل مؤنس في جيشه ووقع القتال. فوقف المقتدر على تل، ثم جاء إليه ابن ياقوت وأبو العلاء فقالا: تقدم، فإذا رآك أصحاب مؤنس استأمنوا. فلم يبرح، فألح عليه القواد بالتقدم، فتقدم وهم
(٣٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 390 391 392 393 394 395 396 397 398 399 400 ... » »»