تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٣ - الصفحة ٣٩٦
يستدرجونه حتى أوقعوه في وسط الحرب في طائفة يسيرة، وقد قدم الجمهور بين يديه يقاتلون، فانكشف أصحابه وأسر منهم جماعة، وأبلى محمد بن ياقوت وهارون بلاء حسنا. وكان معظم جند مؤنس البربر، فبينا المقتدر واقف قد انكشف أصحابه رآه علي بن بليق فعرفه، فترجل وقال: يا مولاي أمير المؤمنين. وقبل الأرض، فوافى جماعة من البربر إلى المقتدر فضربه رجل منهم من خلفه ضربة سقط إلى الأرض، فقال له: ويلك أنا الخليفة.
فقال: أنت المطلوب. وذبحه بالسيف وشيل رأسه على رمح، ثم سلب ما عليه، وبقي مكشوف العورة حتى ستر بالحشيش. ثم حفر له في الموضع ودفن وعفي أثره.
وبات مؤنس بالشماسية.
4 (ذكر رواية الصولي عن مقتل المقتدر)) وقال الصولي: لما كان يوم الأربعاء لثلاث بقين من شوال ركب المقتدر وعليه قباء فضي وعمامة سوداء وعلى كتفه البردة وبيده القضيب والمصاحف منشورة. وكان وزيره قد اخذ له طالعا، فقال له المقتدر: أي وقت هو قال: وقت الزوال. فتطير وهم بالرجوع، فأشرقت خيل) مؤنس وبليق، ونشبت الحرب، وتفرق عن المقتدر أصحابه وقتله البربري.
(٣٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 391 392 393 394 395 396 397 398 399 400 401 ... » »»