تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٣ - الصفحة ٤٤
قال: فما أعلاه ليس لك إليه سبيل، ولكن سترى غدا ما يجري، فإن في الغيب ما شهدته وغاب عنك.
فلما كان بالعشي جاء الإذن من الخليفة بأن تضرب رقبته، فقالوا: قد أمسينا ويؤخر إلى الغداة.
فلما أصبحنا أنزل وقدم لتضرب رقبته، فسمعته يصيح ويقول بأعلى صوته: حسب الواحد إفراد الواحد له. وقرأ هذه الآية: يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق. وهذا آخر كلامه.
ثم ضربت رقبته، وعلق في بارية، وصب عليه النفط وأحرق، وحمل رماده إلى رأس المنارة لتسفيه الرياح.) وسمعت أحمد بن فاتك تلميذ والدي يقول بعد ثلاث من قتل والدي، قال: رأيت العزة في المنام، وكأني واقف بين يديه قلت: يا رب ما فعل الحسين بن منصور قال: كاشفته بمعنى، فدعا الخلق إلى نفسه، أنزلت به ما رأيت.
قال ابن باكويه: سمعت أبا القاسم يوسف بن يعقوب النعماني يقول: سمعت الإمام ابن الإمام أبا بكر محمد بن داود الفقيه الإصبهاني يقول: إن كان ما أنزل الله على نيته حق فما يقول الحلاج باطل. وكان شديدا عليه.
قال: وسمعت أبا الفوارس الجوزقاني بقرميسين: سمعت إبراهيم بن شيبان يقول: من أحب أن ينظر إلى ثمرات الدعاوي فلينظر إلى الحلاج وما جرى عليه.
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»