تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٣ - الصفحة ٤٠
النهار إلى السطح، وقومي على الرماد، وأفطري على الملح، واذكري ما أنكرتيه منه، فإني أسمع وأرى.
قالت: وكنت نائمة ليلة وهو قريب مني، وابنته عندي، فما حسست به إلا وقد غشيني، فانتبهت فزعة فقلت: ما لك قال: إنما جئت لأوقظك للصلاة.
وقالت لي بنته يوما: اسجدي له.
فقلت: أو يسجد أحد لغير الله وهو يسمع كلامنا، فقال: نعم إله في السماء وإله في الأرض.
وذكر القصة إلى أن قال: فسلمه حامد الوزير إلى صاحب الشرطة وقال: اضربه ألف سوط، فإن مات فحز رأسه وأحرق جثته، وإن لم يتلف فاقطع يديه ورجليه، وأحرق جسده، وانصب رأسه على الجسر. ففعل به ذلك، وبعث برأسه إلى خراسان، وطيف به، وأقبل أصحابه يعدون أربعين يوما ينتظرون رجوعه.
وزعم بعضهم أنه لم يقتل، وأن عدوا له ألقي عليه شبهه.
وبعضهم ادعى أنه رآه في غد ذلك اليوم في طريق النهروان راكبا على حمار وهو يقول: قولوا لهؤلاء البقر الذين ظنوا أنني أنا الذي قتلت ما أنا ذاك.
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»