تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٣ - الصفحة ٣٩
كلمات حسان، ثم يخطلها بأشياء لا تجوز.
وكذلك أشعاره، فقال: فمنها:
* سبحان من أظهر ناسوته * سر سنا لاهوته الثاقب * * ثم بدا في خلقه ظاهرا * في صورة الآكل والشارب * * حتى لقد عاينه خلقه * كلحظة الحاجب بالحاجب * قال: ولما حبس ببغداد استغوى جماعة، فكانوا يستنشقون بوله، ويقولون: إنه يحيي الموتى.
وقال ثابت بن سنان: انتهى إلى حامد بن العباس في وزارته أمر الحلاج، وأنه قد موه على جماعة من الخدم والحشم وأصحاب المقتدر، وعلى خدم نصر بن الحاجب بأنه يحيي الموتى،) وأن الجن يخدمونه ويحضرون إليه ما يريد. وأن حمد بن محمد الكاتب قال: إنه مرض فشرب بوله، فعوفي، وكان محبوسا بدار الخلافة.
وسعي إلى حامد برجل يعرف بالسمري وبجماعة، فقبض عليهم وناظرهم، فاعترفوا أن الحلاج إله وأنه يحيي الموتى. ووافقوا الحلاج وكاشفوه فأنكر.
وكانت ابنة السمري صاحب الحلاج قد أقامت عنده في دار السلطان مدة، وكانت عاقلة حسنة العبارة. فدعاها حامد فسألها عن أمره فقالت: قال لي يوما: قد زوجتك من سليمان ابني وهو بنيسابور، وليس يخلو أن يقع بين المرأة وزوجها خلاف، فإن جرى منه ما تكرهينه، فصومي يومك، واصعدي آخر
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»