تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٣ - الصفحة ٤٣
* أنعى إليك بيانا تستبشر له * أقوال كل فصح مقول فيهم * * أنعى إليك إشارات العقول معا * لم يبق منهن إلا دارس العلم * * أنعى وحقك أحلاما لطائفة * كانت مطاياهم من مكمد الكظم * * مضى الجميع، فلا عين ولا أثر * مضي عاد وفقدان الأولى إرم * * وخلفوا معشرا يجدون لبستهم * أعمى من البهم بل أعمى من النعم * ثم سكت، فقال خادمه أحمد بن فاتك: أوصني يا سيدي.
فقال: هي نفسك إن لم تشغلها شغلتك.
فلما أصبحنا أخرج من الحبس، فرأيته يتبختر في قيده ويقول: نديمي غير منسوب.
الأبيات.
ثم حمل وقطعت يداه ورجلاه، بعد أن ضرب خمسمائة سوط، ثم صلب، فسمعته وهو على الجذع يناجي ويقول: إلهي، أصبحت في دار الرغائب أنظر إلى العجائب، إلهي إنك تتودد إلى من يؤذيك، فكيف لا تتودد إلى من لا يؤذى فيك.
ثم رأيت أبا بكر الشبلي وقد تقدم تحت الجذع، وصاح بأعلى صوته يقول: أولم أنهك عن العالمين.
ثم قال له: ما التصوف قال: أهون مرقاة عندي ما ترى.
(٤٣)
مفاتيح البحث: الضرب (1)، السكوت (1)، الصّلب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»