تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٣ - الصفحة ٢٨١
السؤال من دخول المقصورة يوم الجمعة.) فتقدم بذلك وعظم في نفوسهم.
قال أبو محمد الفرغاني صاحب ابن جرير: وأرسل إليه العباس بن الحسن الوزير: قد أحببت أن أنظر في الفقه. وسأله أن يعمل له مختصرا. فعمل له كتاب الخفيف وأنفذه إليه. فوجه إليه بألف دينار فلم يقبلها، فقيل له: تصدق بها. فلم يفعل.
وقال الخطيب: سمعت علي بن عبيد الله اللغوي يقول: مكث ابن جرير أربعين سنة يكتب كل يوم أربعين ورقة.
وأما أبو محمد الفرغاني فقال في صلة التاريخ له: إن قوما من تلامذة أبي جعفر الطبري حسبوا لأبي جعفر منذ بلغ الحلم، إلى أن مات، ثم قسموا على تلك المدة أوراق مصنفاته، فصار لكل يوم أربع عشرة ورقة.
وقال الشيخ أبو حامد الإسفرائيني شيخ الشافعية: لو سافر رجل إلى الصين حتى يحصل تفسير محمد بن جرير لم يكن كثيرا.
وقال حسينك بن عليك النيسابوري: أول ما سألني ابن خزيمة قال: كتبت عن محمد بن جرير قلت: لا.
قال: ولم قلت: لأنه كان لا يظهر. وكانت الحنابلة تمنع من الدخول عليه.
فقال: بئس ما فعلت، ليتك لم تكتب عن كل من كتبت عنهم، وسمعت منه.
(٢٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 ... » »»