تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٣ - الصفحة ٢٨٠
وسمع الحروف من: يونس بن عبد الأعلى، وأبي كريب، وجماعة.
وصنف كتابا حسنا في القراءات، فأخذ عنه: ابن مجاهد، ومحمد بن أحمد الداجوائي، وعبد الواحد بن أبي هاشم.
وروى عنه: أبو شعيب الحزانين وهو أكبر منه سنا وسندا ومخلد الباقرحي، والطبراني، وعبد الغفار الحضيني، وأبو عمرو بن حمدان، وأحمد بن كامل، وطائفة سواهم.
قال أبو بكر الخطيب: كان ابن جرير أحد الأئمة، يحكم بقوله ويرجع إلى رأيه لمعرفته وفضله.
جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره، فكان حافظا لكتاب الله بصيرا بالمعاني، فقيها في أحكام القرآن، عالما بالسنن وطرقها، صحيحها وسقيمها، ناسخها ومنسوخها، عارفا بأقوال الصحابة والتابعين، بصيرا بأيام الناس وأخبارهم، له الكتاب المشهور في تاريخ الأمم، وكتاب التفسير الذي لم يصنف مثله، وكتاب تهذيب الآثار، لم أر مثله في معناه، ولكن لم يتمه.
وله في الأصول والفروع كتب كثيرة، واختيار من أقاويل الفقهاء. وتفرد بمسائل حفظت عنه.
وقال غيره: مولده بآمل سنة أربع وعشرين ومائتين.
قال أبو أحمد الفرغاني: كتب إلي المراغي يذكر أن المكتفي قال للحسن بن العباس: إني أريد أن أوقف وقفا يجتمع أقاويل العلماء على صحته ويسلم من الخلاف.
قال: فأحضر ابن جرير، فأملى عليهم كتابا بذلك. فأخرجت له جائزة سنية، فأبى أن يقبلها، فقيل له: لا بد من جائزة أو قضاء حاجة.
فقال: نعم. الحاجة أسأل أمير المؤمنين أن يتقدم إلى الشرط أن يمنعوا
(٢٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 ... » »»