تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٧ - الصفحة ٣٨٠
فيمن حمل، مكبل بالحديد من بلاده، فأدخل. فقال ابن أبي دؤاد: تقول أو أقول قال: هذا أول جوركم. أخرجتم الناس من بلادهم، ودعوتموهم إلى شيء. لا بل أقول. قال: قل. والواثق جالس. فقال: أخبرني عن هذا الرأي الذي دعوتم الناس إليه، أعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يدع الناس إليه، أم شيء لم يعلمه قال: علمه. قال: فكان يسمعه أن لا يدعو الناس إليه، وأنتم لا يسعكم، قال: فبهتوا. قال: فاستضحك الواثق، وقام قابضا على فمه، ودخل بيتا ومد رجليه وهو يقول: وسع النبي صلى الله عليه وسلم أن يسكت عنا ولا يسعنا. فأمر أن يعطى ثلاثمائة دينار، وأن يرد إلى بلده. وعن طاهر بن خلف: سمعت المهتدي بالله بن الواثق يقول: كان أبي إذا أراد أن يقتل رجلا أحضرنا. فأتى بشيخ مخضوب مقيد، وقال أبي: ائذنوا لابن أبي دؤاد وأصحابه. وأدخل لشيخ فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين. فقال: لاسلم الله عليك. قال: بئس ما أدبك مؤدبك.
قال الله تعالى: وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها قلت: هذه حكاية منكرة، ورواتها مجاهيل، لكن نسوقها. قال: فقال ابن أبي دؤاد: يا أمير المؤمنين الرجل متكلم. فقال له: كلمه.
فقال: يا شيخ ما تقول في القرآن قال: لم تنصفني، ولي السؤال.
(٣٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 375 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 ... » »»