تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٦ - الصفحة ٧٢
وقال الخطيب: بويع إبراهيم بن المهدي بالخلافة زمن المأمون، وقاتل الحسن بن سهل، فهزمه إبراهيم، فتوجه نحو حميد الطواسي فقاتله فهزمه حميد واستخفى إبراهيم زمانا حتى ظفر به المأمون، فعفا عنه.
وكان أسود حالك، عظيم الجثة. لم ير في أولاد الخلفاء قبله أفصح منه ولا أجود شعرا وكان وافر الأدب، جوادا حاذقا بالغناء معروفا به.
وفيه يقول دعبل بن علي الخزاعي:
* نفر ابن شكلة بالعراق وأهلها * وهفا إليه كل أطلس مائق * * إن كان إبراهيم مضطلعا بها * فلتصلحن من بعده لمخارق * وقال ابن ماكولا: ولد سنة اثنتين وستين ومائة.
وقال الخطيب: بايع أهل بغداد لإبراهيم في داره، ولقبوه بالمبارك، وقيل: المرضي، في أول سنة اثنتين ومائتين. فغلب على الكوفة وبغداد والسواد. فلما أشرف المأمون على العراق ضعف إبراهيم. قال: وركب إبراهيم بأبهة الخلافة إلى المصلى يوم النحر، فصلى بالناس وهو ينظر إلى عسكر المأمون. ثم انصرف من الصلاة وأطعم الناس بقصر الخلافة بالرصافة، ثم استتر وانقضى أمره.
قال: وظفر به المأمون في سنة عشر، فعفا عنه وبقي مكرما إلى أن توفي في رمضان سنة أربع وعشرين.
روى المبرد عن أبي محلم قال: قال إبراهيم بن المهدي حين أدخل على
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»