تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٦ - الصفحة ٦٩
كان فصيحا مفوها بارعا في الأدب والشعر. بارعا إلى الغاية في الغناء ومعرفة الموسيقى.
ويقال له ابن شكلة، وهي أمه.) روى عن: المبارك بن فضالة، وحماد بن يحيى الأبح.
وعنه: ابنه هبة الله، وحميد بن فروة، وأحمد بن الهيثم، وغيرهم.
قال علي بن المغيرة الأثرم: حدثني إبراهيم بن المهدي أنه ولي إمره دمشق سنتين، ثم أربع سنين لم يقطع على أحد في عمله طريق. وأخبرت أن الآفة كانت في قطع الطريق من دعامة والنعمان موليان لبني أمية، ويحيى بن أرميا من يهود البلقاء. وانهم لم يضعوا يدهم في يد عامل. فلما وليت كاتبتهم.
قال: فكتب إليه النعمان بالأيمان المحرجة أنه لا يفسد في عمله ما دام واليا.
قال: ودخل إلي دعامة سامعا مطيعا، وأعلمني أن النعمان قد صدق وأنه يفي. واعلمني أن اليهودي كتب إليه إني خارج إلى مناظرتك فاكتب لي أمانا تحلف لي فيه أنك لا تحدث في حدثا حنى تردني إلى مأمني. فأجبته.
قال: فقدم علي شاب أشعر أمعر، عليه أقبية ديباج ومنطقة وسيف محلى. فدخل إلى دار معاوية، وكنت في صحنها. فسلم من دون البساط. فقلت: ارتفع.
فقال: أيها الأمير إن للبساط ذماما، أخاف أن يلزمني جلوسي عليه، ولست أدري ماذا تسومني.
فقلت له: أسلم واسمع وأطع.
فقال: أما الطاعة فارجو. واما الإسلام فلا سبيل إليه. فأعلمني بما لي عندك إذا لم ادخل في دينك.
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»