تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٤ - الصفحة ١٠٠
قال ابن كأس النخعي: ثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي قال: ما رأيت أحسن خلقا من الحسن بن زياد، ولا أقرب مأخذا منه، ولا أسهل جانبا، مع توفر فقهه وعلمه وزهده وورعه.
وكان يكسو مماليكه ككسوه نفسه.
وقال جعفر بن محمد بن عبيد الهمداني: سمعت يحيى بن آدم يقول: ما رأيت أفقه من الحسن بن زياد.
وقال ابن كأس: ثنا محمد بن أحمد بن الحسن بن زياد، عن أبيه أن الحسن بن زياد سئل عن مسألة فأخطأ فيها. فلما ذهب السائل ظهر له الحق، فاكترى مناديا فنادى: إن الحسن بن زياد استفتي فأخطأ في كذا، فمن كان أفتاه الحسن في شيء فليرجع إليه. فما زال حتى وجد صاحب) الفتوى وأعلمه بالصواب.
قال زكريا الساجي: يقال إن اللؤلؤي كان على القضاء، وكان حافظا لقولهم، يعني أصحاب الرأي. فكان إذا جلس ليحكم ذهب عنه التوفيق حتى يسأل أصحابه عن الحكم. فإذا قام عاد إليه حفظه.
قال نفطويه: توفي حفص بن غياث سنة أربع وتسعين ومائة، فولي مكانه الحسن بن زياد اللؤلؤي.
قال أحمد بن يونس: لما ولي الحسن بن زياد لم يوفق، وكان حافظا لقول أصحابه، فبعث إليه البكائي: إنك لم توفق للقضاء، وأرجو أن يكون هذا لخيرة أرادها الله بك ، فاستعف. فاستعفى واستراح.
قال محمد بن سماعة، سمعت الحسن بن زياد يقول: كتبت عن ابن جريج اثني عشر ألف حديث كلها يحتاج إليها الفقهاء.
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»