تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٨ - الصفحة ٣١٧
محمد بن الحجاج بن يوسف الثقفي، وكان عبد الملك ووالدة الوليد ابني عم فسار يوسف إلى الوليد وقدم له أموالا عظيمة وتخفا، وكان خالد القسري مسجونا في سجن الوليد فقرر مع أبان النمري أن يشتري خالد القسري بأربعين ألف ألف درهم فقال الوليد ليوسف: ارجع إلى عمك، فقال أبان للوليد: إعطني خالدا وأدفع إليك أربعين ألف ألف، قال: ومن يضمن هذا المال عنك قال يوسف ابن عمر: أنا، فدفعه إليه فحمله في محمل لغير وطاء وقدم به إلى العراق فأهلكه تحت العذاب والمصادرة وطلب منه ألوفا لا تحصى.
ثم اقتضى من يوسف يزيد بن خالد بأبيه وقتله ثم قتل يؤيد بن خالد حين تملك مروان الحمار.
قال وهب بن جرير: ثنا حيان بن زهير ثنا أبو الصيداء صالح بن طريف قال: لما قدم يوسف بن عمر العراق أتانا خبره بخراسان، قال: فبكى أبو الصيداء وقال: هذا الخبيث شهدته ضرب وهب بن منبه حتى قتله.
وقال محمد بن جرير: يقال: إن يزيد بن الوليد لما ولي قال: بلغني أن هذا الفاسق يوسف بن عمر قد صار غلى البلقاء فاطلبوه، قال: فلم يوجد، فتهددوا ابنه، فقال: أنا أدلكم عليه، إنه انطلق غلى مزرعة له، فسار غليه خمسون فارسا، فإذا به انملس واختفى، فإذا نسوة القين عليه) قطيفة وجلسن على حواشيها، فجروا برجله فأتوا به، وكان عظيم اللحية فأخذ حرسي بلحيته فهزها ونتف منها، وكان قصيرا فأدخل على يزيد فقبض يوسف على لحيته، وإنها لتجوز سرته، وجعل يقول: يا أمير المؤمنين نتف والله لحيتي، فسبحنه في الخضراء، فدخل عليه محمد بن راشد فقال: أما تخاف أن يطلع عليه بعض من قد وترت فيلقي عليك حجرا قال: والله ما فطنت لهذا، فنشدتك الله لتلكمت في تحويلي، فأخبرت يزيد فقال: ما غاب عنك من حمقه أكثر وما
(٣١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 ... » »»